دمشق تقبل مبادلة محتجزي عزاز اللبنانيين بـ 371 معتقلة في سجونها


تدريبات للجيش التركي عند قاعدة إنجرليك
بيروت ــ أنقرة ــ رام الله ــ الزمان كشفت مصادر لبنانية لـ الزمان امس ان السلطات السورية وافقت على اجراء صفقة يتم بموجبها مبادلة مختطفي عزاز اللبنانيين في سوريا مقابل اطلاق مئات المعتقلات في السجون السورية على غرار صفقة سابقة اطلقت سوريا بموجبها حوالي ألف معتقل مقابل افراج قوات المعارضة عن اسرى من الحرس الثوري أسرهم مقاتلو المعارضة عند طريق مطار دمشق الدولي عبر احدى منظمات الاغاثة الانسانية التركية.
من جانبه قال المكتب الاعلامي لوزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، ان شربل اطلع على لائحة اسماء النسوة المعتقلات في السجون السورية التي اصطحبها معه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، اثر زيارة له الى تركيا وبلغ عددهن 371 امرأة. وسيباشر ابراهيم اتصالاته بالجانب السوري الرسمي لمبادلتهن بالمخطوفين اللبنانيين باعزاز . من جانبه بدأ الجيش التركي امس تدريبا لمدة عشرة أيام في قاعدة انجرليك الجوية قرب الحدود مع سوريا مع تصاعد المخاوف من امتداد العنف وتداعيات اي استخدام أسلحة كيماوية خلال الأسابيع الماضية. وقالت هيئة الأركان العامة للجيش التركي في بيان ان التدريب في قاعدة انجيرليك الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي خارج مدينة اضنة حيث تتمركز ايضا قوات أمريكية سيختبر استعداد الجيش للقتال والتنسيق مع وزارات الحكومة.
وأضافت سيختبر التدريب العمليات المشتركة التي ستنفذ بين الوزارات والمؤسسات العامة والقوات المسلحة في وقت التعبئة والحرب .
ووصف الجيش التركي وهو ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي التدريب في اقليم اضنة الذي يبعد نحو مئة كيلومتر عن الحدود بأنه مقرر . لكن التدريب يأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر. فيما يفحص خبراء أتراك في تلك الاثناء عينات دم من سوريين نقلوا الى مستشفى تركي بعد اصابتهم في الصراع في سوريا لمعرفة ما اذا كانوا ضحايا هجوم بالأسلحة الكيماوية.
من جانبه أعرب الائتلاف السوري المعارض عن ادانته لاستخدام السلاح الكيمياوي من أي جهة كانت، مؤكداً أن النظام هو الجهة التي تملك هذه التكنولوجيا. كما جدد تأكيده ضرورة دخول فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة واجراء كافة التحقيقات اللازمة في كل الأماكن التي يعتقد أنها شهدت استخداماً لأسلحة كيمياوية. من جانبها قالت مصادر اسرائيلية إن الحكومة الاسرائيلية وجهت رسالة تطمين الى الرئيس السوري بشار الأسد في وقت رفعت فيه من مستوى الاستعداد الأمني في الشمال بعد هجومها على مواقع قريبة من العاصمة السورية دمشق خلال الأيام الماضية.
أخبار سورية ص2 3
وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية، فان رسالة التطمين الاسرائيلية التي تم توجيهها عبر قنوات لم يتم تحديدها تنص على أن الغارات الاسرائيلية ليست موجهة ضد النظام السوري وليست تدخلا اسرائيليا في الصراع الدائر في سوريا وانما هي موجهة لقواعد منظمة حزب الله اللبنانية في سوريا والتي تحتوي على صواريخ ايرانية متطورة.
وأشارت المصادر الى أن القرار بتوجيه رسالة التطمين الى الرئيس السوري اتخذ خلال اجتماع للحكومة الأمنية الاسرائيلية عقد أمس قبيل مغادرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى الصين في زيارة تستغرق خمسة أيام.
من جانبهم رأى خبراء عسكريون اسرائيليون أن الدفاعات الجوية الموجودة بأيدي الجيش السوري، والتي كانت تثير الرعب لدى الطيارين الحربيين الاسرائيليين، قد انهارت خلال الحرب الدائرة في سوريا، الأمر الذي سمح بشن الغارات الجوية الاسرائيلية خلال الأيام الماضية.
فيما قتل 42 جنديا على الاقل في الغارات الاسرائيلية على ثلاثة مواقع تابعة للقوات المسلحة السورية قرب دمشق، في حصيلة جديدة صادرة عن المرصد السوري امس .
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ارتفع الى 42 عدد الجنود السوريين الذين قتلوا في الغارات الاسرائيلية قرب دمشق فجر الاحد ، فيما لا يزال مصير حوالى مئة آخرين غير معروف.
ونقل موقع واللا الالكتروني امس عن هؤلاء الخبراء قولهم ان نجاح سلاح الجو الاسرائيلي في تنفيذ هذه الغارات من دون تكبد خسائر، يدل على انهيار منظومة بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات في سوريا التي كانت تدب الرعب لدى طياري سلاح الجو الاسرائيلي طوال أكثر من ثلاثة عقود .
وأشار الخبراء الى أسباب أخرى أدت الى تراجع نجاعة المضادات الجوية السورية وأهمها خروج الخبراء الروس من سوريا خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ عامين، والحاق هجمات المتمردين في سوريا الضرر بجزء من هذه المنظومة، وتراجع في نوعية هذا العتاد العسكري الدفاعي.
وكانت سوريا، سواء في عهد رئيسها السابق حافظ الأسد أو الحالي بشار الأسد، قد ركزت اهتماما كبيرا من أجل تطوير دفاعاتها الجوية، وبشكل خاص منذ حزيران العام 1982 عندما دمرت الطائرات الحربية الاسرائيلية منظومة دفاعات جوية سورية في البقاع اللبناني في موازاة بدء الاجتياح الاسرائيلي للبنان.
وقال مدير مشروع التوازن العسكري في الشرق الأوسط في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يِفتاح شابير، ان بحوزة الجيش السوري كميات كبيرة وأنواع عديدة من الصواريخ الروسية المضادة للطائرات وأن بامكان هذه الصواريخ رصد وضرب الطائرات المقاتلة حتى لو كانت تحلق خارج الحدود السورية.
واضاف شابير أنه ليس واضحا بعد، بشكل دقيق، ما هو حال السوريين بعد عامين من الاقتتال الداخلي، ولا شكل في أنه حدث تراجع هائل، اذ كما هو معروف فان منظومات الدفاع الجوي لم تُستخدم خلال العامين الأخيرين لأنه لا يوجد طائرات بحوزة المتمردين .
وأردف واضح أن مستوى التأهيل والجهوزية لدى قوات هذه المنظومة قد انخفض كثيرا، ومعروف أن جزءا من المنظومات تضررت بواسطة هجمات المتمردين لكن ليس واضحا أيها تضرر وبأي حجم .
وقال مسؤول كبير سابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الذي أجرى أبحاثا حول القوة العسكرية السورية، ان الجيش السوري يعاني من مشكلة خطيرة تتعلق بقدرة القوات وتجنيد قوى بشرية جديدة خلال العامين الأخيرين.
وأضاف أنه ليس سرا أن الجيش السوري غارق في أنشطة أمنية متواصلة وليس قادرا على التدرب بالمستوى المتوقع من قوات الدفاع الجوية فيه وغالبية الضباط والجنود الروس الذين شغّلوا قسما من المنظومات، مثلما حدث عندما تم اسقاط طائرة الفانتوم التركية قبل عامين لا يتواجدون الآن بالقرب من بطاريات المضادات الجوية ولذلك تدنت قدرات هذه المنظومات وأصبحت الأجواء السورية قابل للاختراق بشكل أكبر .
من جهة ثانية قال طيار حربي سابق في سلاح الجو الاسرائيلي وما زال مطلعا على قدرات هذا السلاح ان يوجد لدى سلاح الجو الاسرائيلي قدرات مذهلة في مجال التكتيك العسكري وأجهزة قتالية الكترونية متطورة وأسلحة من الأكثر تطورا في العالم، وجميعها تتيح حرية العمل، ولذلك ينبغي الحفاظ على هذا التفوق بكل ثمن .
وأشار الطيار الى أن قسما من هذه الأسلحة والأجهزة هو من صنع اسرائيلي وهي قادرة على شن غارات من دون ترك بصمة خلفها وهذا حدث في الماضي وبتقديري أنه سيحدث في المستقبل .
أعرب مركز توثيق الانتهاكات في سورية عن أسفه للتصريحات التي أدلت بها كارلا ديل بونتي، عضو لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان الأخرى في سورية بشأن فرضية استخدام المعارضة المسلحة لغاز الأعصاب القاتل السارين المحرّم دولياً.
وقال المركز ان هذه التصريحات تجاهلت جميع الحالات التي وثّقها الحقوقيون والناشطون السوريون، وتؤكد على الطريقة الساذجة في تناول موضوع خطير بهذا الحجم
وكانت ديل بونتي قد ادّعت أن مقاتلي المعارضة السورية استخدموا غاز السارين، استناداً الى شهادات قالت انها من الضحايا، وأضافت في مقابلة مع الاذاعة السويسرية ـ الايطالية ليل الأحد انه بحسب الشهادات التي جمعناها، فان المقاتلين استخدموا أسلحة كيمياوية مستعينين بغاز السارين ، لكنها استدركت وقالت انه لا يوجد بعد دليل مؤكد، ولكن توجد شكوك قوية، وشكوك ملموسة بأنه تم استخدام غاز السارين، والمساعدة التي تلقاها الضحايا تظهر ذلك.
واعتبر مركز توثيق الانتهاكات في سورية، أن تصريحات ديل بونتي بمثابة استباق لنتائج لجنة التحقيق وجاءت قبل صدور أي تقرير رسمي من اللجنة يوضح ماهية الأدلة والشهادات التي جمعت والنتائج التي توصل اليها.
وأعرب المركز عن أسفه وقال لم يكن من المنتظر أن يتم التعامل مع ملف حساس ودقيق كاستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية بهذه الطريقة الساذجة، وخاصة من قبل فريق تحقيق محترف تابع للأمم المتحدة من المفترض أن يتمتع بدرجة عالية من المهنية في التعامل مع مثل هكذا ملفات .
وأضاف تجاهل التصريح أيضاً جميع الحالات التي جرى توثيقها من قبل الحقوقيين والنشطاء الميدانيين في الداخل السوري حول استخدام النظام للغازات السامة وشهادات العديد من الأطباء والضحايا ، وأكّد أن هذا التصريح يضع عمل اللجنة على المحك ، وطالب بـ توضيح رسمي من قبل اللجنة حول التصريح المذكور.
وكانت الأمم المتحدة قد نفت في وقت لاحق الاثنين ما قالته ديل بونتي، وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة انها لم تتوصل الى نتائج قاطعة تثبت استخدام أي من طرفي النزاع في سورية أسلحة كيمياوية، ووفقا لذلك فإن اللجنة ليست في وضع يمكنها في الوقت الراهن من مواصلة التعليق على هذه الادعاءات.
/5/2013 Issue 4497 – Date 7 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4497 التاريخ 7»5»2013
AZP01